أكد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار خلال تكريم قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي أن "المكرم العزيز الغالي، رجل المواقف، ورجل الحكمة والقرار سعادة العماد جان قهوجي ضيف الشمال وطرابلس، ممثل دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري، اصحاب المعالي، اخواني أصحاب السيادة المطارنة، أصحاب السعادة النواب، إخواني الحضور أهلا بكم جميعا في دارتكم التي إشتاقت إلى حضوركم والتي تضج بالبهجة والسعادة والسرور بإستقبال رجل مميز كان يمثل واحدا من أهم المراكز في لبنان، قيادة الجيش، صاحب القرار الحكيم".
وأشار الشعار الى أنه "في هذا اليوم الأغر، أردت ألا يكون الاستقبال إلا بحضوركم جميعا أنتم تمثلون المدينة وضميرها وتمثلون الضمير الحر، في بيروت والبقاع والشمال والجنوب، وأردت ان يكون هذا التعدد لأن الإجماع منعقد على هذه القامة المميزة وعلى هذا النبل في التعاطي والتعامل "وإسألوا به خبيرا"، كم كنت أوقظه ليلا بعد منتصف الليل، وبعد الثانية والثالثة فجرا، أردت يا سعادة العماد ان يشاركني أهل بلدي في حسن استقبالك وتكريمك، وأنا أدرك أنك كنت تقوم بواجبك، لكن الواجب عندما يكون ممزوجا بالإحساس والعاطفة على أن الشعب أهلك وعائلتك وأسرتك هذا بحد ذاته يحتاج إلى تكريم وإلى تكريم مميز ونوعي"، لافتاً الى أنه "لذلك وجدت أن أتمنى على جميع إخواني الذين يمثلون هذا الضمير الحي لنبض الشارع المدني والسياسي والديني أن يكونوا جميعا في استقبالك وأن يشاركونني فرحة تكريمك ولو أنك إبن المدينة وإبن الشمال، وكنت كما حدثتني أكثر من مرة، كنت لفترة طويلة في خدمة عملك العسكري، في طرابلس وعكار والشمال، فمرحبا بك ألف مرة ومرحبا بك بحرارة وبصدق وبلهفة عالية".
وأكد أن "سعادة العماد، الدنيا موقف وأهم المواقف هي التي تكون على مساحة الوطن، وعلى مستوى المسؤولية، طرابلس تقول اليوم لك شكرا ألف مرة، لأنك استطعت بحكمتك وإدارتك وحسن معالجة ما حدث على أرضها من فتن، أن تستأصل بذور الفتنة دون أن يكون هناك انتصار إلا للوطن، وهذا الذي نريده نحن، نحن لا نريد أن ننتصر على أحد، ولا نريد لأحد أن ينتصر على أحد، نحن نريد أن ينتصر الوطن، العمود الفقري للوطن هو الجيش الذي عشقناه وأحببناه، ومدحناه مرارا، ورغم ذلك فإننا نجد أنفسنا ما زلنا مقصرين في أن نعطي الجيش حقه، ورجال الجيش حقهم"، لافتاً الى أن "المرحلة التي مر بها لبنان كان المراد منها أن تعود الحرب الأهلية السابقة وأن تعود الفتن ليقتنع العالم أن لبنان بلد لا يستحق الحياة، ولا يستحق أن يحكم نفسه، إما أن يكون ملحقا وإما أن تكون قوة خارجية هي التي تدير شأنه، الجيش هو الذي حسم الموضوع، والقرار السياسي الذي أعطى الجيش كل الدعم لا أغفل عن إعطائه حقه، القرار السياسي والجيش الذي أثبت أنه ملح البلد وأنه وطني بامتياز، ولا علينا أن تحدث قضية إختلف فيها الناس أو تعددت فيها الآراء هذا شيء طبيعي، ولكن أن يكون محور المسألة هو الأمن والاستقرار ووحدة المدينة والشمال ووحدة الوطن هذه رسالة كبرى، لا يستطيع أن يستوعبها إلا الرجال الكبار أمثالك وأمثال الذين كنت تتواصل معهم وخصوصا من أرباب القرار السياسي، فألف تحية لهم كذلك".